The Silencing Effect تكشف أبحاث جديدة أن مستخدمي-ات وسائل التواصل الاجتماعي ينسحبون ويمارسون الرقابة الذاتية لحماية أنفسهم من التعنيف المنتشر على أوسع نطاق. لقد أصبح التعرض للهجوم لمجرّد التعبير عن رأي أو دعم قضية على الإنترنت أمراً طبيعياً: صفة متجذّرة ثقافياً، هادئة وسامة، تميّز ساحاتنا الافتراضية. في حملة من أجل سوريا، نرى يومياً مدى صعوبة استخدام النشطاء والناشطات لوسائل التواصل الاجتماعي: المخاطر المباشرة والحقيقية التي يواجهونها، والتعنيف عبر الإنترنت التي يتعرضون لها، والمعارك التي يخوضونها ضد المعلومات المضللة والمعلومات الكاذبة. لكن بحثنا الجديد يكشف أن هذه الضغوط نفسها تؤثر أيضاً على المستخدمين-ات العاديين-ات لوسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أجرت حملة من أجل سوريا، بالتعاون مع Data4Change وشركة الاستطلاعات RIWI، دراسة شملت أكثر من 4000 مستخدم ومستخدمة لوسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. يرجى استخدام الأسهم للتنقل عبر قصة البيانات أدناه. يحكي تقريرنا القصة التالية: مجموعتان – ناشطون وناشطات، ومستخدمون ومستخدمات عاديون – يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي في سياقات وأغراض مختلفة، لكنهم يواجهون التحديات نفسها، وغالباً ما يختارون الاستجابة بطرق متشابهة. يوضح تقريرنا كيف يجب تنفيذ القوانين الجديدة في أوروبا وبريطانيا التي تهدف إلى تنظيم الفضاءات الرقمية بشكل أفضل، لضمان حماية أكبر للمستخدمين – وما الذي يمكنكم فعله للمساعدة. في ظل تزايد أهمية دورنا كمواطنين ومواطنات عالميين في مواجهة التحديات الكبرى، ينبغي علينا أن نضمن تطبيق هذه القوانين الجديدة لحماية الجميع. مقدمة إننا نُسكت أنفسنا على الإنترنت، خوفاً من العواقب والإرهاق بسبب التعنيف. إننا نفقد حريتنا في التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. يستكشف هذا التقرير ملامح الرقابة الذاتية، وأسبابها، وأهميتها الحقيقية، والأهم من ذلك، ما الذي يمكننا فعله حيالها. تكشف البيانات المستخلصة من استطلاعنا الذي شمل أكثر من 4000 مستخدم-ة لوسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن الكثيرين منا يتعرضون للتعنيف عبر الإنترنت، ويلجؤون إلى الانسحاب للبقاء بمأمن في هذا التقرير، ستجدون شهادات مباشرة من مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان في الصفوف الأمامية للصراعات في فلسطين وسوريا وأوكرانيا، تكشف عن التأثير الواقعي والحقيقي للسلوك السام على الإنترنت. في ختام التقرير دعوة إلى اتخاذ إجراءات، موجهة إلى صانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، تحثُّ على تنفيذ تشريعات جديدة، وإلى كل من يهتم بجعل فضائنا الرقمي أكثر أماناً. من الممكن جداً أن يكون الانسحاب والصمت الذاتي محفزين مبكرين للتغيير – فمع صمت عدد كافٍ من المستخدمين والمستخدمات، ستتراجع قوة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جذري. هذه ردود فعل مشروعة على تحديات بيئة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، لكن هناك خطوات استباقية أخرى يمكننا اتخاذها – كمواطنين أو صانعي سياسات – لاستعادة هذه المساحات، وحماية المستخدمين والمستخدمات من الأذى، ومكافحة التضليل. لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مركزية للغاية، ليس فقط ضمن منظومتنا الإخبارية، بل أيضاً في المشهد الجيوسياسي، وهي أيضاً أداة قوية في يد المجتمع المدني، لذلك لا يمكننا ببساطة التراجع عنها والانسحاب. يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "لقد مرَّت قرابة ثلاث سنوات على الحرب. أشعر بمشاعر قوية، لكنها مكبوتة داخلي. كنت أكتب عنها، لكن لم يعد لدي طاقة لذلك، لأنني أدرك مدى الإرهاق العاطفي الذي تحمله. أشعر بالخدر، ولم أعد متحمسة لإنشاء المحتوى". إذا توقّف أشخاص مثل يوليا، في أوكرانيا أو غيرها، عن النشر، عن سرد قصصهم ومواجهة التضليل، فإن الثمن الذي سندفعه جميعاً – على ديمقراطياتنا وعلى تماسك مجتمعاتنا – سيكون باهظاً. انضموا إلينا في دعوة حكومات الاتحاد الأوروبي للاستفادة القصوى من التشريعات الجديدة، لكي نجعل عالمنا الرقمي أكثر أماناً. نشاطكم يصنع تأثيراً حقيقياً. نطالب حكومات الاتحاد الأوروبي بالتنفيذ الكامل لقانون الخدمات الرقمية الجديد، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية ضمان استجابة منصات التواصل الاجتماعي لشكاوى المستخدمين واتخاذ إجراءات لحمايتهم من الأذى عبر الإنترنت. تقديم حماية خاصة للمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان. تعزيز التعليم والوعي الرقمي. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "لاحظت أن الكثيرين-ات ممن عاشوا الحصار وشاركوا قصصهم-ن قد صمتوا الآن. هذه كارثة، لأن تاريخنا يُمحى. إذا توقفنا عن الكلام، سيبدو وكأننا لم نكن موجودين أبداً". البحث تعمل حملة من أجل سوريا وData4Change مع المدافعين-ات عن حقوق الإنسان في الخطوط الأمامية والجمهور الأوروبي لمواجهة التحديات العالمية. نرى يومياً التأثير الواقعي والحقيقي للمعلومات المضللة والكاذبة وخطاب الكراهية عبر الإنترنت. سعينا إلى فهم استجابة الناس للتهديدات التي يواجهونها عبر الإنترنت، وما الذي يمكن فعله لحماية المساحات المخصصة للنشاط المدني والتضامن. بدأنا بعقد سلسلة من جلسات الاستماع مع مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان من سوريا وفلسطين وأوكرانيا، اللذين لطالما وضعهم عملهم-ن في توثيق جرائم الحرب والدفاع عن السلام والعدالة على الخطوط الأمامية في مواجهة الاعتداءات السامة. شهدت النزاعات الثلاثة مستوى عالياً من الوعي العام وأثارت نقاشات عامة مستقطبة بشكل خاص. كما أنها تعدّ أكثر النزاعات توثيقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي في التاريخ حتى الآن. فالكثير مما نعرفه عن تطورات هذه النزاعات مستمدّ من الصور ومقاطع الفيديو والتعليقات المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي. أتاحت لنا جلسات الاستماع، إلى جانب استبيان قصير، تحديد الموضوعات والتوجهات الأساسية التي يجب استكشافها. للاطلاع على منهجية التقرير بمزيد من التفصيل، يرجى النقر هنا. 3 جلسات استماع واستبيان مع 12 مدافعاً ومدافعة عن حقوق الإنسان 7 مقابلات معمقة مع مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان من مناطق النزاع الثلاث: سوريا، فلسطين، أوكرانيا استطلاع رأي لأكثر من 4000 مستخدم ومستخدمة لوسائل التواصل الاجتماعي في 3 دول أوروبية: فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا عرضنا هذه الموضوعات على شركة الاستطلاعات RIWI، حيث طورنا معاً الأسئلة، وخلال أسبوعين في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استخدمت RIWI تقنيات متقدمة لاستطلاع آراء أكثر من 4000 شخص في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ممن لا يشاركون عادةً في الاستطلاعات. أكثر من 80% من المشاركين-ات يطّلعون على الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي يومياً أو عدة مرات في الأسبوع. 93% يعتبرون أنفسهم-ن على دراية بالنزاعات العالمية الحالية، و63% يقولون إنهم-ن "على دراية كبيرة" بما يحدث في العالم. يرجى استخدام الأسهم للتنقل عبر قصة البيانات أدناه. كما أجرينا سبع مقابلات معمقة مع مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان من سوريا وفلسطين وأوكرانيا لاكتساب فهم أعمق لتجاربهم-ن على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير ذلك على حياتهم-ن وعملهم-ن. تختلف بطبيعة الحال تجربة من يعيشون ويعملون تحت القصف عن تجربة من يواجهون التعنيف عبر الإنترنت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. لكننا نعرض هذه الحقائق المختلفة جنباً إلى جنب لتسليط الضوء على التحديات المشتركة التي يواجهها جميع مستخدمي-ات وسائل التواصل الاجتماعي. سقوط نظام الأسد بعد فترة وجيزة من هذا البحث، انهار النظام السوري. هذا الانهيار المفاجئ وغير المتوقع لأكثر من 40 عاماً من حكم الأسد يعني أن العديد من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في سوريا باتوا يقلّلون من تدابير الحماية التي كانوا يتخذونها في حياتهم-ن العامة. كثيرون-ات ممن استخدموا أسماء مستعارة في العمل الحقوقي لحماية أنفسهم-ن وعائلاتهم-ن من انتقام الدولة أصبحوا اليوم يستخدمون أسماءهم-ن الحقيقية أو يتكلمون بصراحة أكبر عن تجاربهم-ن. لكن، عند هذا المنعطف الحاسم في تاريخ البلاد، فإن الحاجة إلى حماية الفضاء المدني وتقليل مخاطر الأذى عبر الإنترنت لضمان إجراء نقاش ديمقراطي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "أصبح فيسبوك نافذتي إلى العالم الخارجي. كنت أوثّق اللحظات لأنني أردت لها أن تبقى، لكي يعرف الناس ما كان يحدث. أولئك الذين ماتوا يستحقون أكثر من الصمت. الذين قُتلوا بالأسلحة الكيميائية عاشوا أفظع مِيتة يمكن تخيّلها. لا بد من الحديث عنهم، من ذكر أسمائهم. على الأقل، يجب أن يعرف أطفالنا الحقيقة". تعرفوا على النشطاء هبة بركات صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان توثّق الحياة اليومية في شمال غرب سوريا. عصام حجاج شاعر وكاتب فلسطيني ومدافع عن حقوق الإنسان في غزة. توثّق مدونته شاهد من غزة حياته تحت القصف. عُلا عثمان عابو طالبة سابقة تظاهرت مع زملائها ضد النظام السوري في حلب. لاحقاً، نزحت وأصبحت لاجئة في أوروبا حيث تواصل نشاطها. يوليا تيموشينكو ناشطة أوكرانية ومدونة على وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا. فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان من أوكرانيا. بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية. ليلى الشيخ بكري مدافعة عن حقوق الإنسان من الغوطة الشرقية، تعيش حالياً في فرنسا. في خضم النزاع… ليست وسائل التواصل الاجتماعي في مناطق النزاع ساحة لمعركة المعلومات التي تخوضها الحكومات أو الجماعات العسكرية فحسب، بل وسيلة حيوية للاتصال بالنسبة للأفراد العاديين العالقين وسط الأحداث: فهي تمنحهم-ن القدرة على توثيق تجاربهم-ن، ورفع مستوى الوعي العالمي، والسعي إلى تحقيق التواصل الإنساني والتضامن. شهاداتهم-ن المباشرة وصورهم-ن تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الفعلي، وتساعد على توثيق الفظائع وأعمال البطولة والأمل. كما تسهم هذه المنشورات، على المدى الطويل، في تشكيل وحفظ سردية جماعية، غالباً ما تكون حاسمة في عملية التعافي والمصالحة، وفي مواجهة الإنكار والإفلات من العقاب، ووضع الأسس للمساءلة القانونية وتكريم الضحايا والناجين والناجيات. يواجه عالمنا اليوم بعضاً من أشد الأزمات إثارة للانقسام وتسبباً بالدمار منذ أجيال. في هذه اللحظة، تم الإعلان عن وقف إطلاق نار هشّ بين إسرائيل وحماس، بعد 18 شهراً من القصف المستمر على المدنيين في غزة والتسبب بمعاناة إنسانية لا توصف. وبعد قرابة ثلاث سنوات على الغزو الروسي لأوكرانيا، يرتفع عدد القتلى المدنيين مع استمرار روسيا في استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى والقنابل الانزلاقية. أما في سوريا، فقد أدى سقوط نظام الأسد إلى إنهاء عقود من التعذيب والاعتقال والقتل، ما أتاح فرصاً جديدة للسوريين والسوريات لإعادة تشكيل بلدهم-ن وبنائه. لكن هذا التغيير يترافق أيضاً مع تصاعد المعلومات المضللة والكاذبة، ما يزيد من تقييد الفضاء المدني ويعيق قدرة المجتمع المدني على قيادة المرحلة الانتقالية نحو حكومة جديدة، مهدداً بذلك مسار العدالة والمساءلة. أظهرت محادثاتنا مع النشطاء في هذه النزاعات الوحشية الثلاثة الأهمية الهائلة للتواصل مع بعضنا البعض، والحشد من أجل اتخاذ الإجراءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "شعرت بحاجة ملحّة لإخبار العالم بما يحدث، وأن أكون صوت من لا وسيلة لديهم للوصول إلى الآخرين أو الدفاع عن أنفسهم. كانت تدفعني فكرة واحدة: أننا قد نموت يوماً دون أن يروي أحد الحقيقة". يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "أصبحت صفحتي وسيلتي لإخبار العالم بما يحدث فعلياً في أوكرانيا. لدينا ما يكفي من الشهود المباشرين لإثبات أن ما تفعله روسيا لا يمكن للمجتمع الدولي قبوله". عصام حجاج، شاعر وكاتب ومدافع عن حقوق الإنسان، غزة. "أريد للناس أن يعرفوا الحقيقة. لدي قصة، وأريد أن أرويها. الفلسطينيون ليسوا مجرد دماء وحروب وخسارة. نحن نحلم ونريد أن نعيش. نريد أن نبني مستقبلاً في أرضنا، أن نشعر بالأمان، وأن نخلق شيئاً ذا معنى". أخبرنا النشطاء أن التواصل الإنساني والدعم والإقرار الذي يتلقونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثِّل مصدراً حيوياً للتشجيع والاستمرار وسط الرعب واليأس والعزلة التي تملأ حياتهم اليومية. عصام حجاج، شاعر وكاتب ومدافع عن حقوق الإنسان، غزة. "عندما كنت أنشر قصصاً على تطبيق واتساب، كان البعض يراسلني بشكل خاص قائلين: إننا نسمعك، نوصل صوتك. لا يمكننا فعل الكثير، لكن قلوبنا معك. أدركت حينها أن هناك فئة من الناس ما تزال تتابع ما يحدث للفلسطينيين". عُلا عثمان عابو، ناشطة، سوريا "أحتفظ أحياناً بلقطات شاشة لرسائل من أشخاص يشكرونني على نشر الحقيقة عن سوريا. من المجزي أن يراني أحدهم بمثابة جسر بينه وبين الحقيقة". يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "من المشجع لي بشكل خاص أن أرى أجانب يتواصلون معي ليشكروني على المشاركة، أو ليعبّروا عن دعمهم لنا، أو ليخبروني بأنهم تبرعوا أو شاركوا في مظاهرة". الرقابة الذاتية تعني الرقابة الذاتية قيام الأفراد بفرض رقابة على خطابهم أو تعبيرهم عن أنفسهم. لا تُعد الرقابة الذاتية خطراً بحد ذاتها، فهي فعل طوعي، وقوة تحريرية جوهرية نمارسها جميعاً يومياً. لكن بحثنا يوضح بجلاء أن الناس يمارسون الرقابة الذاتية على الإنترنت بسبب الأضرار التي يتعرضون لها؛ فهي، إذن، رقابة ذاتية نابعة من الخوف والضغوط، مدفوعة بغريزة الحماية الذاتية. في نتائج استطلاعنا الذي شمل مستخدمي ومستخدمات وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكذلك في مقابلاتنا مع ناشطين وناشطات من أوكرانيا وسوريا وفلسطين، حددنا عدة سمات مشتركة تُعرِّف الرقابة الذاتية في الفضاءات الرقمية. الانسحاب من اللافت أن نحو 30% من مستخدمي-ات وسائل التواصل الاجتماعي الذين شملهم-ن الاستطلاع يفكرون في مغادرة هذه المنصات. وكان فيسبوك المنصة الأكثر ذكراً في هذا السياق، حيث يفكر 35% من المشاركين-ات في مغادرته. أما المشاركون والمشاركات الأصغر سناً (18-24 عاماً)، فهم الأكثر تفاعلاً على الإنترنت، إذ يطّلعون على الأخبار بشكل أكبر ويرون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار الدعم لمن هم في مناطق النزاع أمر بالغ الأهمية. لكنهم أيضاً الأكثر ميلاً إلى التفكير في الانسحاب من هذه المنصات؛ إذ قال 48% منهم إنهم يفكرون في مغادرتها، مقارنةً بـ16% فقط من الفئة العمرية 65 عاماً فأكثر. كما جمعنا أدلة قوية على أن الناشطين والناشطات في الصفوف الأمامية ينسحبون من وسائل التواصل الاجتماعي بطرق متعددة. بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق، غزة. "أصبح تفاعلنا الإعلامي عبر المنصات أكثر تحفظًا بشكل متزايد، وتقلصت أنشطتنا إلى الحد الأدنى في الأشهر الأخيرة". عُلا عثمان عابو، ناشطة، سوريا "أشعر بالأمان عند التعبير عن آرائي ضمن دائرة خاصة – الأصدقاء، العائلة، والمتابعين الموثوق بهم، ولكن ليس خارج هذا النطاق". فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أوكرانيا. "لست على منصة تويتر/إكس. أستخدمها فقط للعمل. النقطة الفاصلة كانت شراء إيلون ماسك للمنصة. عندما بدأت أفحص التغريدات الأكثر تداولاً، هالَني الأمر. لم أغادر، لكنني لم أعد أعلِّق على شيء". تغير السلوكيات على الرغم من أن شريحة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين شملهم استطلاعنا هم أشخاص مطّلعون ومتفاعلون عالمياً، إلا أنهم، رغم استهلاكهم المنتظم للأخبار عبر هذه المنصات، أقل ميلاً بكثير إلى مشاركتها، وأقل ميلاً حتى إلى التعبير عن آرائهم حولها. أخبرنا أكثر من 4,000 مشارك ومشاركة في الاستطلاع أنهم يقلّصون الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، وأنهم لم يعودوا يتفاعلون مع التعليقات أو النقاشات، وأنهم يغيرون طبيعة المحتوى الذي ينشرونه. لنلقِ نظرة أقرب على كيفية تأثير التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي في مستوى الثقة بالمعلومات التي يستهلكها المستخدمون. يرجى استخدام الأسهم للتنقل عبر قصة البيانات أدناه. برزت أنماط التغير السلوكي ذاتها في محادثاتنا مع مجموعة الناشطين الذين قابلناهم. بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق، غزة. "إذا قارنت نشاطي على وسائل التواصل الاجتماعي قبل 2022 بالوقت الحالي، ستلاحظ تراجعاً كبيراً. يعكس هذا التراجع مستوى الحذر الذي أصبحت أتّبعه، مدفوعاً بالرقابة الذاتية الداخلية والخوف من العواقب المحتملة للتعبير عن الآراء أو نشر المحتوى أو التفاعل عبر الإنترنت". يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "من خلال تجربتي، أي تغريدة تحصل على أكثر من 1,000 إعجاب تجذب فوراً الحسابات الوهمية والمتحرشين الإلكترونيين الذين لا يبدون كأشخاص حقيقيين، فالكثير منهم يستخدم صوراً رمزية. في البداية كنت أجادلهم وأتفاعل معهم، أما الآن فأتجاهلهم تماماً". ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "كنت أستخدم فيسبوك يومياً، لكنني الآن نادراً ما أفتحه. لم أعلِّق أو أشارك في نقاشات أو مناظرات منذ فترة طويلة". تحدث بعض النشطاء والناشطات الذين قابلناهم بتفصيل أكبر عن اتخاذهم خطوات لإخفاء مواقعهم وهوياتهم. وهم يتنقلون بحذر في حقل الألغام الرقمي. أوضحوا لنا كيف يستخدمون لغة منتقاة بعناية أو مشفرة لتجنب ما يعتبرونه أنظمة تصفية محتوى متحيزة سياسياً أو خوارزميات إشراف آلية، وكذلك لتفادي جذب المتحرشين الإلكترونيين على وسائل التواصل الاجتماعي. لماذا نمارس الرقابة الذاتية؟ بالطبع، بالنسبة للمدافعين-ات عن حقوق الإنسان في مناطق النزاع، فإن المخاطر المرتبطة بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي تفوق عموماً تلك التي يواجهها المستخدمون-ات في فرنسا وألمانيا وبريطانيا. قد تؤدي حملات القمع الحكومية ضد الانتقادات، أو حتى ما يُنظر إليه على أنه انتقاد، إلى الاعتقال أو التعذيب أو حتى القتل. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "عائلتي هي السبب الرئيسي الذي يجعلني أتردد وأتراجع. أخشى على سلامتهم، ولن أعرّضهم للخطر لمجرد إيصال صوتي. لا يمكنني تعريض من أحب للخطر". هبة بركات صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا. "لقد رأينا كيف يُعتقل الناشطون والصحفيون هنا عندما ينتقدون القوى الفعلية، حيث يُتهمون بالانتماء إلى النظام أو التحالف الدولي. توقفت عن التعليق على المنشورات لأن أصدقائي تعرضوا للاعتقال بسبب ذلك. أصبحت مقتنعة بأن وسائل التواصل الاجتماعي ليست المكان المناسب للتعبير عن الآراء والمواقف". لكن، سواء كانوا في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا، أو في الخطوط الأمامية للنزاع، فقد حددنا أربعة دوافع رئيسية وراء رقابة المستخدمين الذاتية على الإنترنت. خوف العواقب السلبية عند سؤال المشاركين والمشاركات عن المشاعر المرتبطة بالتعبير عن الرأي عبر الإنترنت، أظهرت نتائج الاستطلاع مزيجاً من المشاعر الإيجابية والسلبية، مما يشير إلى أن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون تجربة معقدة من الناحية العاطفية. كان "القلق" من أكثر المشاعر شيوعاً لدى جميع الفئات العمرية، لكنه ظهر بمعدل مرتفع جداً بين الفئتين الأصغر سناً. كما أظهر المشاركون الأصغر سناً معدلات أعلى لمشاعر "الخوف" و"العزلة". وعند السؤال عن مشاعرهم عند إظهار الدعم لمن يواجهون النزاعات، أظهروا معدلات أعلى من المشاعر السلبية، مع انخفاض حاد في الثقة لدى الفئات الأكبر سناً. يرجى استخدام الأسهم للتنقل عبر قصة البيانات أدناه. كان الخوف من العواقب عند إظهار الدعم للمتضررين من النزاعات مصدر قلق عالمي بين المشاركين والمشاركات: 99.8% من المستجيبين ذكروا على الأقل سبباً واحداً للتردد في التعبير عن الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى أن النشر عن القضايا المثيرة للجدل يرتبط بمستوى عالٍ من التوتر العاطفي. عبّر نشطاء وناشطات من سوريا وأوكرانيا وفلسطين عن مشاعر خوف مماثلة، رغم أن العواقب التي يتوقعونها أشد خطورة. كثيراً ما يخشون عواقب لا تؤثر عليهم-ن فقط كأفراد، بل تمتد إلى مجتمعاتهم-ن بأكملها. تكررت في حديثهم فكرة "الأذى الجماعي العكسي"، وهو خوف عميق الجذور من أن يتم تحريف المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي–سواء عن قصد أو بالخطأ–واستخدامها ضدهم-ن أو ضد قضيتهم-ن. إن حقيقة أن مشاركة المعلومات قد تعرّض الأفراد لعواقب سلبية، بما في ذلك ردود فعل عنيفة محتملة من المجتمع أو العائلة أو الشبكات الاجتماعية، كانت مصدر قلق دائم. عند الحديث مع مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان من سوريا، ممن يعيشون في أوروبا أو دول الجوار السوري، قبيل سقوط نظام الأسد، كان واضحاً أن الانخراط السياسي عبر الإنترنت ترافق مع خوف دائم من العواقب المباشرة التي قد تطال عائلاتهم-ن وأصدقائهم-ن ومجتمعاتهم-ن وشبكاتهم-ن داخل سوريا. كما كانت التهديدات بالأذى الجسدي بدافع العنصرية تجاه الشتات السوري مصدر قلق كبير. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "أجد نفسي أراجع كل كلمة أكتبها. أي فكرة تخطر ببالي تمر بعملية تدقيق ذاتي لا تنتهي. ورغم أنني لست من الأشخاص الذين يهتمون عادةً برأي الآخرين، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتني شديدة الحذر. وصل الأمر إلى أنني توقفت عن النشر تماماً". عُلا عثمان عابو، ناشطة، سوريا "نمارس الرقابة الذاتية باستمرار وبطرق عديدة، لمواجهة تهديدات محتملة من مؤيدي النظام، والمتطرفين الأتراك، والصهاينة، والفصائل اليمينية، وكارهي النساء... وكنساء، نواجه طبقة إضافية من التمييز الجنسي فوق ذلك كله". كشفت مقابلاتنا مع مستخدمي ومستخدمات وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانيين-ات عن شعورهم-ن المستمر بالمسؤولية عن قياس تأثير كلماتهم-ن على السردية العامة حول أوكرانيا ونزاعها مع روسيا. نظراً لاعتماد البلاد الكبير على الدعم الدولي للبقاء، فإن انتقاد الحلفاء يُنظر إليه على أنه أمر محفوف بالمخاطر، والتحدث بصراحة له حدوده. هناك إحساس دائم ومقلق بأن منشوراً واحداً قد ينتشر بشكل واسع ويؤدي إلى عواقب غير متوقعة. استشهد بعضهم بحالة الممثل الصربي ميلوش بيكوفيتش، الذي فقد عقده مع شبكة إتش بي أو، ودوره في المسلسل التلفزيوني الشهير، اللوتس الأبيض، بسبب انتقادات أوكرانية لعلاقته بروسيا. كما شرحوا عبارة "اركب قطار ابن آوى" ("Shakal Express")، وهي ظاهرة ثقافية رقمية برزت خلال الصراع في أوكرانيا، تُستخدم من قبل أي شخص يسعى إلى لفت الانتباه إلى منشور معين، بحيث يتعرض لوابل من التعليقات، غالباً ما تكون سلبية. فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أوكرانيا. "بعد حادثة سيئة واحدة، انتقدت شخصية عامة بسبب تصريح مؤذٍ للغاية، فقامت بتحريض متابعيها على منشوري.يتم تضخيم الأمر من قبل أولئك الذين يستفيدون منه، وكذلك يمكن استخدامه ضد قضيتك بأكملها". أما بالنسبة للمشاركين والمشاركات من فلسطين، فقد كان خطر الأذى الجسدي المباشر–سواء لهم شخصياً أو لأفراد عائلاتهم أو مجتمعاتهم–نتيجة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي هاجساً دائماً. في ظل الفوضى الناجمة عن الحرب، تظل الحدود القانونية غير واضحة، مما يزيد من الخوف من الاعتقال أو الاحتجاز، وبالتالي يعزز الرقابة الذاتية. وكان هناك إدراك واضح بأن العواقب قد لا تأتي فقط من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل أحياناً من داخل مجتمعهم نفسه. عصام حجاج، شاعر وكاتب ومدافع عن حقوق الإنسان، غزة. "خلال العدوان، كانت هناك حسابات تكتب تعليقات على منشوراتنا وتهددنا. عندما كنا ننشر تحديثات حول ما يحدث أو نعبّر عن معارضتنا للاحتلال، كانوا يكتبون تعليقات مثل 'ستُقتلون'. هذه التهديدات مستمرة". بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق، غزة. "أكتب منشورات وأعدّ مقاطع فيديو، لكنني في النهاية أقرر عدم نشرها بدافع الحذر. أصبحت الرقابة الذاتية تلعب دوراً محورياً الآن، وهي نابعة من الخوف من عواقب عملي". التعنيف السام والحاجة إلى الحماية الذاتية ظهر تأثير التعنيف عبر الإنترنت على الرقابة الذاتية والانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي بوضوح في نتائج استطلاعنا. تُظهر الأدلة أن احتمالية انسحاب المستخدمين من منصات التواصل الاجتماعي تزداد مع تكرار وشدة التعنيف الذي يتعرضون له عبر الإنترنت، ويتوافق ذلك مع الأدلة النوعية التي جمعناها من النشطاء. عبّر النشطاء الذين تحدثنا معهم عن شعور طاغٍ بالخوف والإرهاق في مواجهة الإساءات المتواصلة، والمحتوى العنيف، والتهديدات، والعنصرية عبر الإنترنت ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "وجودي على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح عبئاً نفسياً. لم يعد لدي طاقة لذلك. أشعر بالحزن لأن لدي الكثير من الأفكار، لكن لا يمكنني مشاركتها". تحدث المشاركون والمشاركات من أوكرانيا وسوريا وفلسطين عن تأثير العنصرية، والتحيز العرقي، والتمييز، على خياراتهم فيما يتعلق بالرقابة الذاتية، وكيفية تشكيلها لقراراتهم حول الامتناع عن التعبير أو تعديله. كما تطرقت العديد من النساء إلى تجاربهن كمستخدمات في الفضاءات العامة على الإنترنت، والإساءات الإضافية التي يبدو أنهن يتعرضن لها بسبب ذلك. فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أوكرانيا كونكِ امرأة أمر سيئ حقاً. يتم مهاجمتكِ بسبب مظهركِ. تهديدات بالاغتصاب، تهديدات بالقتل…" يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "آخر ما تلقيته عبر إنستغرام كان رسالة خاصة من شخص يدّعي أنه جندي روسي في منطقة محتلة… لست متأكدة إن كان حقيقياً. قال لي: 'لا أطيق انتظار وصول روسيا إلى كييف حتى آتي وأعثر عليكِ'". المعلومات المضللة والشعور بعدم الجدوى أظهرت نتائج استطلاعنا بوضوح أن مستوى الثقة في المعلومات المتداولة عبر الإنترنت منخفض. كما وجدنا أن انعدام الثقة يبدو أنه يقلل من المشاركة عبر الإنترنت؛ فالأشخاص الذين لديهم ثقة أعلى في المعلومات الرقمية يكونون أكثر تفاعلاً مع الأخبار والمحتوى، بينما يكون الأقل ثقة أقل مشاركة. كلما اعتبر شخص ما أن إظهار الدعم عبر الإنترنت لمن يواجهون النزاعات أمر مهم، زادت احتمالية تردده في النشر خوفاً من نشر معلومات غير دقيقة. كان الشعور بالإحباط مرتفعاً عبر جميع الفئات العمرية للمشاركين والمشاركات في الاستطلاع. وعلى عكس القلق أو الخوف، لم ينخفض معدل الشعور بالإحباط مع التقدم في العمر. في محادثاتنا مع النشطاء، كان هناك شعور مشترك بأن إثبات الحقيقة أصبح مستحيلاً، وأن الوقائع فقدت قيمتها تقريباً. يوليا تيموشينكو، مدونة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، أوكرانيا "هناك كم هائل من المعلومات المضللة. بغض النظر عن الأدلة، سيستمرون في إنكار الحقيقة دائماً. نشرتُ مقطع فيديو لي وأنا ألتقي بجدَّي بعد الاحتلال. بعض التعليقات كانت: 'هل هذان جدّاك فعلًا؟'، 'هذا مزيف'. إنه أمر جنوني، لكن لا توجد طريقة لإثبات أن تجربتك الحياتية حقيقية". بالنسبة للنشطاء السوريين الذين تحدثنا إليهم قبل سقوط نظام الأسد، ساهم الشعور بتراجع الاهتمام بقضيتهم وسط أزمات أخرى في انخفاض تفاعلهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن إلى جانب ذلك، كان هناك شعور طاغٍ باليأس أمام انتشار المعلومات المضللة والمغلوطة. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "ما يزعجني أكثر هو كيف يتم التلاعب بالمعلومات. يتم تحريف القصص، واقتطاع الكلمات من سياقها، وأحياناً يتم تشويه السرد بأكمله لخدمة الدعاية. هذه الأكاذيب المتعمدة والإنكار المستمر تجعل الناس يترددون في الكلام. تجعلك تتراجع وتتساءل: هل يستحق الأمر العناء؟" عُلا عثمان عابو، ناشطة، سوريا "أصعب شيء في عملي هو مواجهة الروايات المضادة على الإنترنت. أشعر بقلق شديد عندما أرى معلومات زائفة أو هجمات ضدي لمجرد أنني أقول الحقيقة. أشعر بالخوف وكأنني على وشك الاعتقال". كان النشطاء من غزة واضحين في شعورهم بأن المعلومات المغلوطة والمضللة تشكل جزءاً أساسياً من الجهود الإسرائيلية لتشويه مصداقيتهم، وإضعاف عملهم، وإثارة الارتباك والانقسام، وإخفاء الفظائع عن العالم. يمثِّل ذلك تهديداً دائماً بالنسبة لمن يحاولون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق الأحداث الجارية. بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق، غزة. "تبقى المعلومات المضللة تحدياً كبيراً، حيث تؤثر بشكل مباشر على مصداقية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية". فقدان الثقة بأدوات الإبلاغ والحماية على منصات التواصل الاجتماعي ليس من المستغرب أن يُظهر بحثنا مستويات متدنية من الثقة في قدرة أو رغبة منصات التواصل الاجتماعي على حماية مستخدميها. فقد شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في بعض آليات الحمايات القليلة التي كانت متاحة للمستخدمين. وعندما استحوذ إيلون ماسك على تويتر في 2022، قام فوراً بإقالة فرق الإشراف المسؤولة عن مكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على المنصة. وفي يناير 2025، أعلنت ميتا عن حلّ فريق التحقق من المعلومات في الولايات المتحدة، وهو قرار يُتوقع أن تكون له عواقب كارثية على البلدان المتأثرة بالنزاعات. بين المشاركين والمشاركات في الاستطلاع، كانت الفئات العمرية الأصغر أكثر ميلاً للاعتقاد بأن منصات التواصل الاجتماعي يمكنها تحسين الأمان من خلال زيادة الشفافية، بينما كان الأكبر سناً أكثر ثقة في فعالية التنظيم الحكومي. تحدث النشطاء والناشطات الذين قابلناهم بإسهاب عن شعورهم-ن بأن منصات التواصل الاجتماعي غير قادرة أو غير راغبة في حماية المستخدمين أو الحقيقة. وأشاروا إلى غياب آليات إشراف على المحتوى تكون كافية ومحايدة بدرجة كافية، بالإضافة إلى افتقار هذه المنصات لضمانات تراعي الفوارق الثقافية. وقد تم تحديد الطبيعة المتمركزة حول الولايات المتحدة في تصميم وإدارة هذه المنصات باعتبارها جزءاً جوهرياً من المشكلة. ومع غياب أي إجراءات فعالة من قبل منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر النشطاء والناشطات من سوريا وفلسطين وأوكرانيا أن الآليات الحالية للإبلاغ عن الانتهاكات أو المعلومات المضللة عديمة الجدوى تماماً. فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أوكرانيا. "أقوم بالإبلاغ عن الانتهاكات من أجل أصدقائي، وهم يفعلون الشيء نفسه من أجلي. لا نتلقى أي ردود على الإطلاق". هبة بركات صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا. "عندما أرى شخصاً ينشر خطاب كراهية، أقوم بالإبلاغ عنه ثم حظره. لم أحصل على استجابة إيجابية ولو مرة واحدة". عُلا عثمان عابو، ناشطة، سوريا "أبلغت عن معلومات مضللة ولم يحدث شيء. أبلغت عن أشخاص يرسلون رسائل كراهية، لكنني لم أتلقَّ أي رد إيجابي". بكر عبد الحق مؤسس ورئيس تحرير المرصد الفلسطيني تحقق، غزة. "من الضروري إعادة النظر في القوانين التي تحكم هذه المنصات. لا ينبغي أن تلتزم المنصات العالمية مثل ميتا بالقوانين المحلية فقط، مثل السياسات الأمريكية التي تصنّف بعض الفصائل الفلسطينية كمنظمات إرهابية. في ظل هذه القوانين، يمكن أن يؤدي مجرد ذكر هذه الفصائل في سياق إخباري إلى قيود على الحسابات أو حتى حظرها". ما هو تأثير ذلك؟ الضغط النفسي والعزلة أظهر بحثنا بعض الآثار الناجمة عن الرقابة الذاتية على الإنترنت، وكان أبرزها الضغط النفسي المصاحب بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم استحالة فصل العلاقة بين السبب والنتيجة بشكل قاطع، إلا أن نتائج الاستطلاع أظهرت بوضوح أن مشاعر الخوف، والقلق، والعجز، والعزلة تلعب دوراً رئيسياً لدى العديد من الأشخاص الذين يفكرون في مغادرة وسائل التواصل الاجتماعي أو الذين بدأوا بالفعل في الانسحاب منها واتخاذ تدابير لحماية أنفسهم. يرجى استخدام الأسهم للتنقل عبر قصة البيانات أدناه. عندما تحدث النشطاء عن ممارسة الرقابة الذاتية على الإنترنت وانسحابهم من هذه الفضاءات، أبدوا شعوراً عميقاً بالعزلة. وكان ذلك بتباين حاد مع الشعور القوي بالتشجيع والتواصل الذي تحدثوا عنه خلال فترات تفاعلهم المبكرة مع وسائل التواصل الاجتماعي، عندما كانت التجربة أكثر إيجابية. في أحلك الأوقات التي تمر بها بلدانهم ومجتمعاتهم، وحياتهم الشخصية، تسببت الحاجة إلى الرقابة الذاتية في تقليص قدرتهم على التواصل الفعّال مع الآخرين. هذا الإحباط العميق أصبح يتخلل حياتهم اليومية، مما أثر سلباً على صحتهم النفسية بشكل كبير، وقلل بشدة من قدرتهم على توثيق الأحداث الجارية، وزيادة الوعي، أو مواجهة المعلومات المضللة والمغلوطة. تغيرات عملية في وسائل التواصل الاجتماعي الرقابة الذاتية عبر الإنترنت لا تؤثر فقط على الأفراد، بل تؤدي أيضاً إلى تغيرات ملموسة في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي. عبر جميع الفئات التي شملتها دراستنا، لاحظنا تحولاً ملحوظاً إلى المحادثات بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت تتم عبر التطبيقات الخاصة أو حتى خارج الإنترنت تماماً. أفاد المشاركون والمشاركات في الاستطلاع بأنهم يشعرون بأمان أكبر عند التعبير عن آرائهم-ن عبر تطبيقات الرسائل المشفرة والخاصة مثل تيليغرام وواتسآب، أو من خلال المحادثات المباشرة وجهاً لوجه. وفي المقابل، فقط 13% من المشاركين قالوا إنهم يشعرون بالأمان عند مشاركة آرائهم على منصة تويتر/إكس. أما حيال أولئك الذين لا يزالون يستخدمون الإنترنت، فإننا نشهد تحولات كبيرة في سلوكهم الرقمي. أصبحت الرقابة الذاتية تعني أنهم لم يعودوا يشاركون في النقاشات أو يعبرون عن آرائهم في القضايا المثيرة للجدل. بدأوا في حذف منشوراتهم، وضبط لغتهم، وحظر المستخدمين الآخرين. وإذا استمر هذا الاتجاه، ستصبح منصات التواصل الاجتماعي بيئات مختلفة تماماً عمّا كانت عليه من قبل. ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوريا "للأسف، باتت آرائي تقتصر على المحادثات الخاصة مع الأصدقاء والعائلة. عندما يتعلق الأمر بالمشاركة العلنية، فالوضع مختلف تماماً". هيمنت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا على السوق إلى حد سحق أي بدائل حقيقية لمنصات التواصل الاجتماعي الحالية. ومع ذلك، فإن هذه المنصات تعتمد كلياً على المستخدمين وتفاعلهم. فإذا استمر تراجع ثقة المستخدمين وانخفاض مستوى التفاعل، فقد تجد هذه الشركات نفسها أمام انهيار حتمي بسبب نموذجها القائم على "النمو بأي ثمن". الأضرار الأوسع لكن بعيداً عن تأثير الرقابة الذاتية في عزل المستخدمين الأفراد أو الإضرار بالعائدات المالية لمنصات التواصل الاجتماعي، فإن تأثيراتها على المستوى المجتمعي الأوسع قد تكون بالغة العمق. أكثر من نصف البالغين في بريطانيا والولايات المتحدة يعتمدون الآن على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، وقد تجاوزت شعبية الأخبار الرقمية الإذاعة والصحف المطبوعة، بل وحتى التلفزيون. لكن وسائل التواصل الاجتماعي لم تقتصر على كونها مصدراً للأخبار؛ بل أصبحت أداة أساسية في السياسة، وحركات العدالة الاجتماعية، والنماذج الاقتصادية. إنها تربطنا عالمياً، وتبني العلاقات، وتشكل المجتمعات–إنها أداة تعيد صياغة أسلوب حياتنا. على مدار السنوات الماضية، شهدنا مراراً كيف يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي محركاً ومنسقاً لاحتجاجات وحملات قوية من أجل العدالة الاجتماعية، بدءاً من الربيع العربي إلى حملتَي "أنا أيضاً" و"حياة السود مهمة". مع ذلك، أشار 41% من المشاركين والمشاركات في استطلاعنا إلى شعورهم-ن بعدم الجدوى بسبب ضعف تأثير النشاط الرقمي (وكان كبار السن أكثر الفئات شعوراً بالإحباط). أما السبب الأكثر شيوعاً لعدم التعبير عن الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي للمتضررين-ات من النزاعات، فكان الشعور بأن النشر لن يؤدي إلى تغيير حقيقي.هذا الشعور بالإحباط واليأس يغذي حلقة مفرغة: مع خيبة الأمل، ننسحب، فتتآكل قوة وسائل التواصل الاجتماعي وإمكاناتها كقوة إيجابية، ويزداد اليأس عمقاً. ذلك مهم لأن المساحات الرقمية أصبحت مكافئة للمساحات الديمقراطية التي نعيش فيها. الحقيقة والنقاش المتوازن هما ركيزتا المجتمعات الديمقراطية المفتوحة، والرقابة الذاتية توجّه ضربة قاصمة لكليهما. الثقة والعلاقات الإنسانية الإيجابية هي أساس العقد الاجتماعي الذي نعتمد عليه، لكن وسائل التواصل الاجتماعي–بصورتها الحالية–تعكس تراجعاً متسارعاً في قدرتنا على الثقة، والتعاون، والتفاعل باحترام رغم الاختلاف. عندما ننسحب من الإنترنت–رغم قدرتها على ربطنا بالعالم كله–وعندما نلجأ إلى فضاءات معزولة آمنة للتعبير عن آرائنا، سواء عبر الإنترنت أو خارجها، فإننا نضع قيوداً عميقة على قدرتنا على التقدم. مع تغير موازين القوى العالمية، وانهيار الأعراف الدولية، وانتهاك القانون الدولي، وتزايد حالة الغموض الجيوسياسي، يصبح هذا الإسكات الممنهج أمراً خطيراً. لكن يمكننا التحدث والمواجهة. تصرّفوا الآن توصيات يمكن للقوانين الجديدة الرائدة، التي صاغها المجتمع المدني، مثل قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي وقانون الأمان عبر الإنترنت في بريطانيا، أن تضمن–في حال تطبيقها بشكل فعال–أن تبذل المنصات جهداً أكبر لحماية مستخدميها. في السنوات الأولى لهذه التشريعات الجديدة، تكتسب السوابق القانونية التي تضعها الهيئات التنظيمية أهمية بالغة. فإذا فُرضت على منصات التواصل الاجتماعي معايير صارمة في أوروبا، فسيكون هناك أساس أقوى للمطالبة بتوسيعها عالمياً. فاليريا فوشيفسكا، خبيرة استراتيجيات رقمية، وراوية قصص، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أوكرانيا. "هناك الكثير في قانون الخدمات الرقمية يمكن استخدامه. ينبغي لصنّاع السياسات التفكير تحديداً في منصة تويتر وما يجب فعله حيالها. إذا تحولت إلى أداة تُقسّم المجتمع وتتسبب بعواقب خطيرة، فيجب اعتبارها تهديداً أمنياً. فهي ليست مجرد أداة تواصل، بل لها تأثير مباشر على الواقع". كمستخدمين ومستخدمات، يمكن لكل واحد منا التأثير في كيفية تنفيذ القوانين. انضموا إلى حملتنا، وشاركوا هذه التوصيات، وادعوا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة. ما الذي يمكن لصناع السياسات في الاتحاد الأوروبي فعله؟ إليكم ثلاث طرق يمكن من خلالها للاتحاد الأوروبي جعل الفضاء الرقمي أكثر أماناً للجميع: 1. ضمان حماية أفضل للمستخدمين-ات إلزام المنصات بتسهيل الإبلاغ عن التعنيف عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والمغلوطة، واتخاذ إجراءات لحماية المستخدمين-ات من الأضرار الناتجة عنها. تحسين أدوات الوصول إلى البيانات ونشر تقييمات المخاطر لمساعدة الباحثين والمجتمع المدني في التحقيق في الأضرار الرقمية. ضمان معرفة المستخدمين-ات بكيفية تقديم الشكاوى، واستجابة المنصات بفعالية، بما يشمل توضيح أسباب قراراتها، وإنشاء آليات جماعية تتيح للمستخدمين-ات تقديم شكاوى بشأن الانتهاكات الحقوقية الناجمة عن سياسات المنصات وأنظمتها. جعل سياسات المحتوى سهلة الوصول، ومكتوبة بصيغة قابلة للقراءة الآلية، بحيث يمكن تحليلها بسهولة من قبل الباحثين-ات وضمان ملاءمتها مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. 2. تقديم حماية خاصة للمدافعين-ات عن حقوق الإنسان إلزام المنصات بتقديم ميزات أمان مخصصة، وآليات إشراف متسارعة على المحتوى الخاص بالمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان. إلزام المنصات باعتماد آليات حماية توفر ميزات أمان مخصصة وآليات إشراف فعالة على المحتوى، والتأكد من أن رؤية المحتوى الذي ينشره المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان لا تتأثر أو تُقيَّد بسبب قرارات خاطئة في الإشراف على المحتوى. فرض إجراء تقييمات مخاطر إقليمية للمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، مع تطبيق تدابير تدقيق مشددة في الدول والمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. التعاون مع المجتمع المدني لضمان أن يتم التشاور مع المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان عند وضع سياسات المنصات. استحداث تصنيف خاص لحسابات المدافعين-ات عن حقوق الإنسان والصحفيين يمنحهم أولوية في الطعون ضد حذف المحتوى أو تعليق الحسابات، بالإضافة إلى قنوات دعم مخصصة للإبلاغ عن التهديدات أو التحرش أو المعلومات المضللة المستهدفة لهم-ن ليلى الشيخ بكري، مدافعة عن حقوق الإنسان، سوري "يجب الاعتراف بالصفحات التي توثق الجرائم أو تكشف الحقيقة وتعزيزها، لكن بدلاً من ذلك، يتم قمعها. إذا كان بإمكاني تغيير شيء واحد، فسيكون منح هذه الصفحات مستوى الرؤية والحماية الذي تستحقه". 3. تحسين الوعي الرقمي والتعليم تمكين المستخدمين-ات الرقميين عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع المخاطر الرقمية، والتعرف على المعلومات المضللة، واستخدام المنصات بمسؤولية. تخصيص تمويل مخصص لدول الاتحاد الأوروبي لدعم المبادرات التعليمية في المدارس وأماكن العمل والمراكز المجتمعية، بما في ذلك تقديم منح للمنظمات الرقمية لتنظيم ورش عمل حول الأمان الرقمي. تطوير برنامج اعتماد للمدرِّبين في مجال الثقافة الرقمية، بهدف توحيد وتطوير الجهود في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. إلزام المنصات بتضمين موارد تعليمية داخل تطبيقاتها (مثل إشعارات توضيحية أو نوافذ منبثقة) لشرح أدوات الإبلاغ، وحماية البيانات، وطرق التعرف على المعلومات المضللة والمغلوطة. ما الذي يمكن لصناع السياسات في بريطانيا فعله؟ إليكم ثلاث طرق يمكن من خلالها للمملكة المتحدة جعل الفضاء الرقمي أكثر أماناً للجميع: 1. ضمانات محلية لحماية حقوق الإنسان فرض التزامات ملزمة على المنصات لاعتماد سياسات إشراف تأخذ بعين الاعتبار اللغات والثقافات والسياقات المحلية، لضمان استجابة المنصات للمخاوف الإقليمية المحددة وتقليل الأضرار في المناطق ذات الحساسيات السياسية. توسيع البروتوكولات الخاصة بالمستخدمين-ات المعرّضينات للخطر لتشمل المدافعين-ات عن حقوق الإنسان، مما يتيح لهم-ن إجراءات طعون سريعة وحماية من تعليق الحسابات التعسفي. 2. الإشراف التنظيمي تعزيز آليات الرقابة التنظيمية لضمان امتثال سياسات المنصات للمعايير الدنيا، وفرض عمليات تدقيق مستقلة من جهات خارجية على ممارسات المنصات، مع إلزامها بتوفير البيانات للباحثين-ات. ضمان مساءلة المنصات عن التزاماتها تجاه حقوق الإنسان وواجب الرعاية. 3. التعليم والوعي الرقمي تخصيص تمويل ومبادرات لدعم برامج الثقافة الرقمية في جميع أنحاء بريطانيا، بهدف تمكين المستخدمين-ات من التعرف على المعلومات المضللة والمغلوطة، وفهم تأثيرها، والتفاعل بمسؤولية عبر الإنترنت. يتضمن ذلك حملات توعوية عامة، وموارد داخل المنصات، وشراكات مع المؤسسات التعليمية. ما الذي يمكنك فعله؟ إذا كنتم تريدون أن يشعر المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان بالأمان عبر الإنترنت، وأن يتمكن الجميع من التعبير عن آرائهم دون خوف من الهجوم، انضموا إلينا. اكتبوا إلى المفوضية الأوروبية لحثها على بذل المزيد من الجهود لجعل عالمنا الرقمي أكثر أماناً. نشاطكم يصنع فرقاً. 🖊️ تحركوا الآن! هذا المشروع من حملة من أجل سوريا، مدعوم ببيانات من شركة الاستطلاعات RIWI، وبدعم من الصندوق الأوروبي للإعلام والمعلومات ومبادرات لومينيت الاستراتيجية، كما تم تصميمه وتنفيذه من قبل Data4Change. The sole responsibility for any content supported by the European Media and Information Fund lies with the author(s) and it may not necessarily reflect the positions of the EMIF and the Fund Partners, the Calouste Gulbenkian Foundation and the European University Institute. سياسة الخصوصية نستخدم ملفات تعريف للتأكد من حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. كتشفوا المزيد أوافق